الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

الوكالة الدولية للطاقة تحذر من النضوب المتسارع للموارد النفطية


( هذا المقال بقلم العضو م. أحمد التركيت )

يرصد العالم المتقدم المليارات لإيجاد بدائل للنفط و الطاقة بينما تغط دولنا في سبات عميق ، هذا الكم الهائل من الإنفاق العالمي لم يأتي نتيجة الخوف من تحكم دول منابع النفط من تدفقه إليها أو غلاء أسعاره. بل هو من أجل تعزيز أمن الطاقة لمرحلة ما بعد النفط و اللتي قدرها العلماء أن تكون بعد 60 عاما.
ففي الثالث من أغسطس من هذا العام ، حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية بأن العالم يتجه الى كارثة اقتصادية نتيجة النضوب المتسارع للموارد النفطية و أن هذا النضوب سيتسبب بأزمة عالمية اقتصادية لا يحمد عقباها.
و في مقابلة مع اللإندبندنت ، صرح د. بيرول ، رئيس الوكالة الدولية للطاقة ، أن الكثير من الحكومات والمؤسسات تبدو غافلة عن حقيقه أن النفط الذي تعتمد عليه الحضارة المدنية الحالية آخذ بالنضوب أسرع من المتوقع. وفي أول تقييم لأكثر من 800 بئر نفط في العالم يمثلون ثلاثة أرباع الإحتياط العالمي وجدت أن إنتاجية أكبر الحقول العالمية بدأت بالتراجع بعد أن وصلj الى قمة الإنتاج.
و أضاف بيرل ، في يوم من الأيام سينتهي النفط ، قد لا يكون اليوم أو غدا ، سينتهي النفط و يغادرنا ، فيتوجب علينا أن نغادره قبل أن يغادرنا و أن نستعد لمثل ذلك اليوم. و كلما بدأنا بشكل أسرع كان ذلك أفضل ، لأن نظامنا الإقتصادي و الاجتماعي قائم على النفط ، و لإحداث النقلة النوعية في فك الإرتباط عن النفط يتوجب علينا انفاق الوقت و الأموال و أخذ الموضوع بجدية أكثر.
كل هذه المخاوف ترجمتها سياسات الدول العظمى إلى خطة عمل تتمثل في دعم صناعة التكنولوجيا الا نفطية من صناعة السيارات الكهربائية و اللتي ستصبح في الخمس السنوات المقبلة واسعة الإنتشار الى صناعات الوقود الا نفطي و المستخرج من مصادر لا نفطية.
هذا ما يجب أن نعيه نحن كدولة و شعب نعتمد اعتمادا كليا على النفط و أن ندرك مدى الخطر اللذي سيهدد أمننا الإجتماعي و الإقتصادي اذا ما غادرنا النفط قبل أن نغادره.

م.أحمد جاسم التركيت
عضو رابطة دراسات ذروة النفط – الكويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق