الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

300

300

لا , ليس هذا مقالا عن الثلاثمائة اسبرطي الذين قاتلوا بشجاعة و أغلقوا الممر الضيق كما صورهم الفلم الرائع 300 . و لكن لربما كان للثلاثمائة دولار التى يتنبأ بها ماثيو سيمينز كسعر مستقبلى للنفط نفس التأثير على الأقتصاد. كما كنت قد توقعت في مقالات سابقة قديمة ، و صل سعر النفط الى سعر قياسي يصله لأول مرة -حتى بقياس التضخم من السبعينات - و هو قرابة 103 دولار للبرميل يتساءل البعض : ماذا بعد هذا؟ . ماثيو سيمينز الخبير في شئون الاستثمارات النفطية صرح قبل مدة ان الإنتاج النفطي ربما قد وصل إلي ذروته خاصة و ان 60% من منتجي البترول في انخفاض مستمر. و أضاف أن حتى سعر المائة دولار يبدو الآن منخفضا . في رأيه أن الطلب لا يزال متصاعدا و لكن الإنتاج لا يبدوا مواكبا للطلب على الإطلاق. و لربما يصل السعر قريبا الى 300 دولار . و لكنه عندما سئل من قبل المحاور عن متى في ظنه نصل إلى هذا السعر استدرك قائلا " لا أدري بالضبط متى " . ينصح ماثيو سيمينز بأن نقلل من استهلاكنا للوقود و خاصة في النقل لأن 70% من الأستهلاك يذهب للنقل و كذلك يوصي بأن نحسن من وسائل الانتاج و الإمداد و لكنه لم يبد متفائلا كثيرا من قدرة العالم على تحسين الإنتاج . كما يوصي كذلك بكسر العولمة حيث أن العولمة تستند كثيرا على النفط و لابد من الأنتقال من العولمة الي ما يسمى الآن بالتمركز – إن صحت الترجمة – localizing. الجدير بالذكر أن ماثيو سيمينز رئيس مجلس ادارة بنك سيمينز للأستثمارات النفطية أصبح شديد الأهتمام منذ سنوات بموضوع ذروة النفط الى درجة أنه ألف كتابا أسماه Twilight in the desert أي الغروب في الصحراء استعان في تأليفه بمئات من الأوراق العلمية لمهندسين من شركة أرامكو بالتحديد حيث ركز في تحليله على النفط في الخليج و المملكة العربية السعودية بشكل خاص. الكتاب جدير بالقراءة و إن كان أحيانا يتطرق الى مواضيع تبدو علمية بحته. لكن استنتاجاته -المبنية على الأوراق العلمية العديدة التي اطلع عليها بدأب كبير- تدعوا للتفكر في مستقبل المنطقة النفطي و السياسي و الاقتصادي. لا بد أن يصبح من المعلومات العامة عند الناس أن هذا السعر المتصاعد للنفط يؤدي إلى تصاعد أسعار جميع السلع المستوردة فتأثيره يذهب كالموجة و يعود كالتسونامي . و تماما كما قال كولن كامبل رئيس جمعية دراسة ذروة النفط أن الأقتصاد الآن هو النفط و النفط هو الأقتصاد. فكما أن السعر المرتفع يسبب بالتضخم في العالم فإننا هنا نستورد هذا التضخم مع جميع السلع المستوردة. لابد من ضبط الأزرار في لوحة التحكم الأقتصادي لدي البنوك المركزية في المنطقة لتستعد لمثل هذا التسونامي الأقتصادي. وأرفع عقالي تحية للدكتور الفاضل عادل الوقيان الذي صرح بعد تسلمة مسئوليته في التخطيط بأن لديه هاجسا كبيرا و هو التخطيط لمرحلة ما بعد النفط . لعل الأسعار المتصاعدة تكون من الدوافع التي تجعل من الأمر هاجسا أكبر كونها تدل على الذروة. أعلموا أن هناك في الغرب قد بدأت بعض الهيئات الأهلية و بعض البلديات في بعض المدن الأمريكية مثل مدينة وتنغ بالعمل على التحول للمركزية و الأعتماد على الذات على مستوى المدن. و لعلي افصل أكثر في مقال قادم عن هذه النماذج.و للمهتمين فإن من أجمل الوثائقيات في هذا الموضوع ما صدر حديثا بعنوان Escape from Suburbia و معناه الهروب من الضاحية .

المهندس/ أحمد الماجد
ماجستير إدارة أعمال
ahmad.almajed@gmail.com

هناك تعليق واحد: