السبت، 26 سبتمبر 2009

طاقة من أجل الطاقة


طاقة من أجل الطاقة
EREI
عندما يشار في المشاريع الاقتصادية إلى العائد على الاستثمار فهو مفهوم واضح سهل استيعابه و كلما كان العائد أكبر بالنسبة للكمية المستثمرة كلما كانت نسبة الربحية أكبر أو ما يسمى ROI . هناك في اقتصاديات الطاقة مفهوم مشابه لكنه ليس حاضرا في الإدراك العام و لا حتى في الإدراك الخاص بين الاقتصاديين . عند الاقتصاديين في الحقيقة صار مفهوم النمو المستمر عميقا إلى درجة أن بعضهم يشير إلى الركود على أنه نموا متناقصا متحاشيا فكرة نبذ النمو المستمر. و لا يلامون في ذلك إذ أن النظام المالي العالمي كله مبني على مفهوم النمو المستمر. والطاقة في عصرنا الحالي هي المحرك الرئيس للنمو المستمر .. للاقتصاد العالمي . حتى أن كولن كامبل يأخذ الأمر بصورة مباشرة أكثر فيكرر في تجمعات الطاقة مقولة إن المال هو النفط و النفط هو المال .
و من هذا .. و حتى نستوعب معنى العنوان (Energy Return on Energy Investment) فلنتصور وحدة من الطاقة و لتكن براميل النفط المنتجة سنويا و لنمثلها بهذا المربع. فإننا سنحتاج إلى استهلاكها في ثلاث جوانب من حياتنا. أولا : من أجل صيانة ما هو موجود عندنا حاليا فنمده بالكهرباء و الوقود و السماد و ما إلى ذلك من جوانب الاستهلاك المتعددة للنفط في معيشتنا . و الجانب الثاني هو لاستهلاكه في إنتاج البراميل الجديدة من النفط في الحفر و الاستكشاف و أجور العاملين و المستشارين و ما إلى ذلك . و الجزء الثالث : يكون فائضاً نستخدمه للازدهار و النمو .


و هكذا عجلة الحياة كما نعرفها الآن منذ استكشاف النفط . إلا أن الذي أخذ في التغير تدريجيا هو معدل الاستثمار من الطاقة إلى الطاقة المنتجة . !!
في البدايات النفطية عندما كانت المكامن النفطية في شبابها ، كانت تكلفة الإنتاج منخفضة للغاية بالنسبة لتكلفتها الآن على المستوى العالمي. فمع نضوب المكامن الرائدة السهلة و اللجوء أكثر فأكثر لمكامن أكثر صعوبة يصبح معدل عائد الطاقة اقل و اقل مع مرور الزمن . بإمكانك المقارنة بين تكلفة برميل من مكمن رائد سهل في بداياته و بين مكمن في أعماق البحار . الأول يكلف دولارا لكل برميل بينما الثاني يكلف قرابة الستين دولارا لكل برميل !.
و الأمر لا يقف عند هذا الحد ، لكن التغيير التدريجي هذا الذي عايشناه مع عصر النفط يمس الثلاثة أوجه من أوجه الاستهلاك : فمن جهة صيانة الموجود نجد أن الصيانة تحتاج في كل سنة إلى المزيد من الطاقة بسبب نمو الموجود من السنوات السابقة. إننا في كل عام نجد الحاجة إلى الكهرباء أكثر من السنة السابقة و هكذا .
و من جهة إنتاج الطاقة : فنجد أننا في كل عام نحتاج إلى طاقة أكثر من أجل إنتاج برميل النفط أي إننا نحتاج إلى أن نستهلك نسبة اكبر من كل برميل ننتجه من أجل إنتاج البرميل الذي يليه. و من جهة الفائض الذي نحتاجه للنمو و الازدهار: نجد أن الفائض بعد الصيانة و الاستثمار في الإنتاج يصبح أقل في كل عام و ذلك بسبب وصول معظم المكامن – على مستوى العالم – إلى ذروة إنتاجها Peak oil التي غالبا أنها في 2008 على مستوى العالم.
لعله آن الأوان لأن يشترك الجميع في تكوين نية مشتركة للمجتمع من أجل استيعاب التغيير الكبير القادم على مستوى العالم ،.. من اجل الاستعداد لتغيير طريقة المعيشة المتواكلة على الطاقة كما تعودنا عليها . و من أجل البدء جديا إلى الطاقة المتجددة البديلة. و لعل مؤسسة البترول الكويتية أصبحت رائدة في الاستثمار في الطاقة البديلة مؤخرا.

أحمد الماجد
مهندس أول تصنيع ، MBA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق