الاثنين، 5 أكتوبر 2009

الوكالة الدولية للطاقة تحذر من النضوب المتسارع للموارد النفطية


يرصد العالم المتقدم المليارات لإيجاد بدائل للنفط و الطاقة بينما تغط دولنا في سبات عميق ، هذا الكم الهائل من الإنفاق العالمي لم يأت نتيجة الخوف من تحكم دول منابع النفط من تدفقه إليها أو غلاء أسعاره. بل هو من أجل تعزيز أمن الطاقة لمرحلة ما بعد النفط و التي قدرها العلماء أن تكون بعد 60 عاما.
ففي الثالث من أغسطس من هذا العام ، حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية بأن العالم يتجه الى كارثة اقتصادية نتيجة النضوب المتسارع للموارد النفطية و أن هذا النضوب سيتسبب بأزمة عالمية اقتصادية لا تحمد عقباها.
و في مقابلة مع اللإندبندنت ، صرح د. بيرول ، رئيس الوكالة الدولية للطاقة ، أن الكثير من الحكومات والمؤسسات تبدو غافلة عن حقيقه أن النفط الذي تعتمد عليه الحضارة المدنية الحالية آخذ بالنضوب أسرع من المتوقع. وفي أول تقييم لأكثر من 800 بئر نفط في العالم يمثلون ثلاثة أرباع الإحتياط العالمي وجد أن إنتاجية أكبر الحقول العالمية بدأت بالتراجع بعد أن وصل الى قمة الإنتاج.
و أضاف د. بيرول ، في يوم من الأيام سينتهي النفط ، قد لا يكون اليوم أو غدا ، سينتهي النفط و يغادرنا ، فيتوجب علينا أن نغادره قبل أن يغادرنا و أن نستعد لمثل ذلك اليوم. و كلما بدأنا بشكل أسرع كان ذلك أفضل ، لأن نظامنا الإقتصادي و الاجتماعي قائم على النفط ، و لإحداث النقلة النوعية في فك الإرتباط عن النفط يتوجب علينا انفاق الوقت و الأموال و أخذ الموضوع بجدية أكثر.
كل هذه المخاوف ترجمتها سياسات الدول العظمى إلى خطة عمل تتمثل في دعم صناعة التكنولوجيا اللا نفطية من صناعة السيارات الكهربائية و التي ستصبح في الخمس السنوات المقبلة واسعة الإنتشار الى صناعات الوقود اللا نفطي و المستخرج من مصادر لا نفطية.
هذا ما يجب أن نعيه نحن كدولة و شعب نعتمد اعتمادا كليا على النفط لنعيش و أن ندرك مدى الخطر الذي سيهدد أمننا الإجتماعي و الإقتصادي اذا ما غادرنا النفط قبل أن نغادره.
فنحن كدولة صنفت من أفقر الدول احتياطا للمياه العذبة بحاجة ماسة إلى وضع استراتيجيات بعيدة المدى لضمان وفرة الماء و الغذاء لأجيالنا القادمة في أقرب وقت ممكن و ذلك عن طريق دعم و إنشاء مشاريع الطاقة المتجدده و امتلاك و صناعة الطاقة الا نفطية لإنتاج الكهرباء و المياه و مراجعة فكرة مد مياه شط العرب إلى داخل الحدود الكويتية لتوفير مياه الري على الأقل.
علاوة على ذلك ، يتوجب علينا كدولة أن نعلم أبنائنا نهج الإنتاج بدلا من منهجية الإستهلاك و الهدر المبالغ فيهما و ذلك باتباع و وضع سياسة تربوية عامة للدولة و سن اللوائح و القوانين لتحفيز روح الإنتاجية و إلغاء كافة القوانين اللتي تساعد على تقاعس الفرد و المجتمع لتأهيل جيل منتج قادر على أن يحقق ما حققه الآباء و الأجداد لتبقى الكويت عاليا كما تعودنا دائما.

م.أحمد جاسم التركيت
عضو رابطة دراسات ذروة النفط – الكويت